الخطوط الملكية المغربية ترفض التعليق على وجود مشاكل في طائرتين تابعتين لها من طراز 737 MAX حذرت "بوينغ" من وجود مسمار غير مربوط في نظام تحكم دفتيهما
بعد سنتين ونصف على إعادة هذا الطراز للاشتغال ضمن سرب طائرات الخطوط الملكية المغربية، سيكون الناقل الجوي الوطني مجبرا على وقف الرحلات الجوية المبرمجة عبر طائرتي "بوينغ 737 ماكس" المملوكتين له، تفاديا لكارثة جوية، وذلك بعدما اكتشفت الشركة الأمريكية المصنعة خطأ في نظام الدفة وطلبت جميع المتعاملين معها بإخراج الطائرات المعنية من الخدمة إلى حين فحصها.
ووفق ما أوردته شبكة CNN الأمريكية، فإن شركة "بوينغ" طلبت من شركات الطيران فحص جميع طائراتها من طراز 737 ماكس، بحثا عن مسمار مفكوك محتمل في نظام الدفة، بعد أن اكتشفت إحدى شركات الطيران مشكلة محتملة في جزء رئيسي في طائرتين.
وقالت "بوينغ" إن شركة طيران دولية، لم تذكر اسمها، عثرت على مسمار به صامولة مفقودة في آلية ربط التحكم في الدفة، أثناء إجراء الصيانة الروتينية، وعثرت على مسمار مماثل لم يتم ربطه بشكل صحيح في طائرة لم تُسلم بعد، علما أن دفة الطائرة جزء أساسي منها، إذ تستخدم للتحكم فيها وتحقيق استقرارها أثناء الطيران.
وقالت بوينغ إنه تم إصلاح الطائرة ذات المسمار المفقود، لكنها تريد التأكد من فحص جميع طائرات 737 ماكس، البالغ عددها 1370 طائرة، والموجودة في الخدمة بالفعل في جميع أنحاء العالم بحثا عن مشكلات مماثلة، وجاء في بيان الشركة "عُولجت المشكلة التي تم تحديدها في الطائرة المشار إليها"، وأضاف "من باب الحذر الشديد، نوصي المشغلين بفحص طائراتهم من طراز 737 ماكس، وإبلاغنا بأي نتائج".
والخطوط الملكية المغربية معنية بهذا التحذير، إذ وفق المعطيات المنشورة على موقها الإلكتروني الرسمي، فإنها تتوفر على طائرتين من طراز "بوينغ 737 ماكس 8"، تحملان اسم CN-MAX وCN-MAY، عدد مقاعد كل منها 156 وطولها 40 مترا، وتصل سرعة انطلاقها إلى 850 كيلومترا في الساعة.
وكانت "لارام" قد أوقفت العمل بهذا الطراز من 2019 وإلى غاية منتصف 2021، من أجل استكمال جميع مراجعات السلامة التي قامت بها الشركة الأمريكية المصنعة، ولم تعدها إلى الخدمة إلا بعد أن حصلت على جميع ضمانات السلامة التقنية من "بوينغ"، والتي أخضعت هذا النوع إلى عدة تعديلات لتفادي الكوارث الجوية وضمان سلامة الركاب.
وسبق للخطوط الملكية المغربية أن ألغت ثلاث طلبيات لاقتناء طائرات جديدة من الطراز المذكور، وذلك بعد وجود مشاكل تقنية، وقررت وقف العمل بالمتوفر منها إثر كارثتي سقوط طائرة الخطوط الإندونيسية سنة 2018 ثم الخطوط الإثيوبية سنة 2019، واللتان تسببتا في مقتل 346 راكبا.
وبخصوص المشكلة الجديدة، أبلغت شركة "بوينغ" إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، التي قالت، أول أمس الخميس، إن التفتيش يتضمن البحث عن مسمار مفكوك محتمل في نظام التحكم في الدفة، وتستغرق المهمة نحو ساعتين، وستقوم شركات الطيران بإبلاغ الهيئة التنظيمية بالتقدم المحرز في عمليات التفتيش.
وقالت "بوينغ" إن الإصلاح يتضمن إزالة لوحة الوصول، والتحقق بصريا من الصواميل والمسامير، وستقوم الشركة بإجراء الفحص على جميع الطائرات الجديدة في المستقبل، في حين قالت إدارة الطيران الفيدرالية إنها ستفكر في اتخاذ إجراء إضافي بناءً على أي اكتشاف آخر للأجهزة غير محكمة الربط أو المفقودة".
هذا، وتواصلت "الصحيفة" مع المدير العام للخطوط الملكية المغربية، لمعرفة مدى تفاعل الشركة مع توصيات شركة "بوينغ" وتحذيرات إدارة الطيران الأمريكية مع هذا الخلل الموجود في نظام التحكم في الدفة الذي قد يشكل تهديدا على السلامة، بما أن الخطوط الملكية المغربية تُشغل طائرتين من هذا النوع ضمن أسطولها.
وكما هي عادة الخطوط الملكية المغربية في التواصل، لم تتجاوب مع التساؤلات المتعلقة بسلامة أسطولها بما أنها تشغل طائرتين من نوع Boeing 737 MAX 8 بسعة مقاعد تصل إلى 156 مقد، حيث تسير الشركة رحلات يومية نحو إفريقيا وأوروبا بهذا النوع من الطائرات المتخصصة في الرحلات المتوسطة.
وفي الوقت الذي أصدرت العديد من الشركات العالمية بلاغات تطمئن من خلالها زبنائها، والإجراءات المتخذة في مثل هذه الحالات، تفضل الخطوط الملكية المغربية عدم التواصل في أي موضوع يتعلق بالشركة أو المشاكل المتراكمة التي تحدث لأسطولها أو لزبائنها في مختلف الرحلات الدولية التي تقوم بها الخطوط الملكية المغربية.
ومعلوم أن الشركة المغربية تفضل بشكل "غريب" على دعم أسطولها بطائرات الشركة الأمريكية "بوينغ" بالرغم من المشاكل الكثيرة في العديد من طائراتها مثل طراز Boeing 737 MAX التي تم إيقاف تشغيلها لمدة 20 شهرًا في جميع أنحاء العالم بعد حادثين مميتين في عامي 2018 و2019 أسفرا عن مقتل 346 شخصًا في إثيوبيا وإندونيسيا.
وبالرغم العديد من التساؤلات التي طرحتها "الصحيفة" على إدارة الخطوط الملكية المغربية في الموضوع، ولماذا تفضل "لارام" شركة "بوينغ" عوض شركة "إيرباص" الأوروبية الأقل مشاكل من نظيرتها الأمريكية، لم نلق أي توضيحات في هذا الموضوع، مع العلم أن الدولة ستخصص وفق عقد برنامج وُقع مع الشركة 25 مليار دولار لاقتناء 150 طائرة جديدة على مدى 15 سنة المقبلة، وهو ما يحتاج لوضوح أكبر في تدبير الصفقات التي يديرها المدير العام للخطوط الملكية المغربية حميد عدو بطريقة لا يرغب فيها بالوضوح، ومواكبة الغعلام لهذه الصفقات الضخمة.